أوضح المركز الوطني لحماية الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية أهمية الدور الذي تلعبه هجرة الطيور في توازن البيئة، والحفاظ على التنوع البيولوجي فيها، حيث يتم في كل عام أكثر من 50 مليار طائر رحلة تقطع آلاف الكيلومترات عبر الكوكب، وذلك سعياً خلف الدفء والمناخات الملائمة والأمن لإتمام التزاوج والتكاثر ووضع البيوض، علاوة على حماية نفسها من الإصابة بالكثير من الأمراض خصوصاً الطفيلية منها.
مسارات هجرة الطيور السنوية
وبين المركز الوطني أن هجرة الطيور تتم على أربعة مسارات عالمية هي مسار يوروأسيا، مسار شرق آسيا وأستراليا إضافة إلى مسار الأمريكيتين ومسار أواسط وجنوب آسيا.
وتتوزع الطيور في كافة المناطق البيئية على سطح الكوكب، وتكاد لاتخلو منطقة منها سواءً صحارى أوجزر أو القطبين، كما أن لها دورا حاسماً في استمرارية الأرض والغلاف البيولوجي عليها، حيث أنها تسهم في تكاثر النباتات ونقل حبوب الطلع، وتعمل من خلال تغذيها على أنواع مختلفة من الكائنات الحية على استقرار السلاسل الغذائية، علاوة على دورها بصفتها رمامات تنظف البيئة من الجثث الميتة.
كما أن لها دور اقتصادي هام، من خلال تنشيط أنواع معينة من السياحات المستدامة، إضافة إلى أثرها الثقافي المنطبع في ذاكرة شعب كل منطقة عبر حكايا فلكلورية وقصص وأشعار.
اليوم العالمي للطيور المهاجرة
وتخصص الجهات المختصة بشؤون البيئة العالمية سنوياً يوم الرابع عشر من شهر أيار ليكون يوماً عالمياً للطيور المهاجرة، ويتم في هذا اليوم مناقشة سبل حماية الطيور أثناء هجرتها، وفي هذا العام يناقش أثر التلوث الضوئي السلبي على سلامة هجرة الطيور.
تعتبر الأضواء الصناعية التي يستخدمها البشر تشكل عاملاً يسهم في إرباك الطيور، وفقدانها القدرة على تحديد المسارات المعهودة للهجرة، الأمر الذي يسبب حوادث اصطدام جماعات الطيور باﻷبراج والأبنية المرتفعة، إضافة إلى ضياع ونفوق أعداد كبيرة منها.
وتبذل المملكة العربية السعودية جهوداً حثيثة لحماية أكثر من 300 نوعاً من الطيور المهاجرة التي تسلك أحد مسارات الهجرة ويمر بأراضي المملكة، وذلك من خلال منع الصيد الجائر ومراقبة مسير الهجرة عن كثب لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من أي مشكلة تعترض طريق الأسراب المهاجرة. ً
